يضطر كل صاحب عمل أو رائد أعمال في إسرائيل تقريبًا، في مرحلة ما من حياته، إلى التعامل مع قضية تتعلق بسلطة الضرائب.
قد يكون خطابًا يبدو بريئًا يطلب توضيحًا بشأن فاتورة معينة، أو طلبًا لوثائق لفتح تدقيق، أو حتى استدعاءً لجلسة استماع أو بدء إجراءات جنائية. في كل حالة من هذه الحالات، يتطلب التعامل مع السلطة فهمًا عميقًا وحساسية واستراتيجية دقيقة. وهنا تحديدًا تتحول الاستشارة القانونية من مجرد بديل إلى “رفاهية” – إلى ضرورة.
لماذا تحتاج إلى محامٍ عندما يكون لديك مستشار ضريبي أو محاسب قانوني معتمد؟
يتعامل المستشار الضريبي أو المحاسب مع الأرقام والحسابات والتقارير. أما محامي الضرائب ، فيتعامل مع تفسير القانون، وحقوق الأفراد، والموازنة بين السلطات، وحدود السلطة. وعندما يتعلق الأمر بالتعامل مع هيئة مثل مصلحة الضرائب – وهي هيئة تتمتع بصلاحيات إنفاذ مدنية وجنائية – فإن الأمر لا يتعلق فقط بمسألة محاسبية، بل بمسألة قانونية منفصلة.
تبدأ المشكلة الكبرى عندما تُسارع الشركات إلى “إغلاق الزاوية” بمفردها. تُرسل خطابات دون فهم المعنى القانوني لما هو مكتوب فيها، وتُقدم مستندات بناءً على طلب مصلحة الضرائب دون تقديم تفسير مُقنع، أو الأسوأ من ذلك – تتحدث عن أمور دون دراية بالموضوع، وأحيانًا تُقرّ شفهيًا بأشياء ما كان ينبغي قولها. أي خطأ من هذا القبيل قد يُغيّر مسار العملية برمتها، ويُحوّل التفتيش الروتيني إلى شك حقيقي.
دوائر العمل الثلاث: أين يأتي المحامي في الصورة بالضبط؟
- مرحلة الوقاية – قبل أن تحدث أي مشكلة على الإطلاق
تبدأ الاستشارة القانونية الجيدة قبل أن تتدخل السلطات الضريبية. المراجعة القانونية الدورية للسلوك المالي، وفهم هيكل العمل، وتحليل الاتفاقيات والسلوكيات الخطرة – كل ذلك يُمكّن العميل من تحديد نقاط الضعف مسبقًا والاستعداد وفقًا لذلك. في كثير من الحالات، يكفي تغيير بسيط في صياغة الوثيقة أو طريقة تسجيل الدفع لتجنّب أي تحقيق غير ضروري. - مرحلة الاستجابة – من لحظة استلام الطلب من مصلحة الضرائب
بمجرد إرسال طلب أو خطاب أو استدعاء، تبدأ الحساسية الحقيقية. تُدقّق كل كلمة. ستفحص الاستشارات القانونية المتخصصة قانونية الطلب من حيث جوهره، والعواقب المحتملة للتعاون غير المسؤول، وتصوغ ردًا متوازنًا، استنادًا إلى السوابق القضائية، ولغة القانون، والمعرفة العملية بكيفية سير الأمور خلف الكواليس. - مرحلة الدفاع – عندما يتطور نزاع جوهري
هنا، لم يعد المحامي مجرد مستشار، بل مدافع. سواءً كانت جلسة استماع أمام لجنة استئناف، أو إدارة إجراء إداري، أو تمثيل الشركة أمام المحكمة، تصبح الخبرة القانونية الأداة الرئيسية للشركة التي يمثلها. حتى في حالات جلسة الاستماع قبل توجيه اتهام أو الاشتباه في ارتكاب جريمة جنائية، يعرف المحامي كيفية تحليل الأدلة، وإعداد دفاع فعال، والتفاوض مع الجهات المعنية لتقليل الضرر.
وماذا عن التفاعل النفسي مع السلطة؟
من المهم فهم أن مصلحة الضرائب ليست مجرد نظام تقني. وراء كل رسالة أشخاص. بعضهم يتمتع بخبرة واسعة، والبعض الآخر لديه رغبة قوية في “إثبات النشاط”، والبعض الآخر ببساطة يتحمل عبءً يؤدي إلى اختصار الإجراءات. المحامي لا يعرف فقط كيفية قراءة القانون، بل يعرف أيضًا كيفية فهم الديناميكيات المهنية للقضية: من هو المسؤول عنها وما هو دوره، وهل هناك مصلحة عامة في القضية، وأين يمكن التأثير بشكل مشروع على موقف الهيئة.
الأسئلة التي يجب طرحها – والتي لا يسألها معظم أصحاب الأعمال
- هل يجوز لي عدم الإجابة على سؤال معين؟
- ما هو الفرق بين جلسة الاستماع المدنية وجلسة الاستماع الجنائية – وكيف تعرف إلى أين تتجه؟
- هل من الممكن التفاوض مع السلطة الفلسطينية دون أن يبدو الأمر وكأنك تعترف بشيء؟
- متى يستحق الأمر “المواجهة وجهاً لوجه”، ومتى يكون من الأفضل تقديم التنازلات؟
- كيف يمكنك التواصل مع مصلحة الضرائب دون أن تطلب منهم إعادة فتح كافة ملفاتك التجارية؟
في نهاية كل سطر – هناك اعتبار استراتيجي
ربما تكون عبارة “كل شيء على ما يرام، سأتدبر أمري بنفسي” هي الكذبة الأكثر شيوعًا في عالم الأعمال. في معظم الحالات، يتطلب التعامل مع مصلحة الضرائب مهارة احترافية، ولكن ليس أقل من ذلك – نهجًا واعيًا، وفهمًا لهيكل السلطة، والقدرة على التخطيط المسبق.
إذا لم تطرح الأسئلة الصحيحة، فمن المرجح أن يطرحها شخص آخر نيابةً عنك. ولكن عندما يفعل ذلك، ستجد نفسك أمامهم في غرفة استجواب. وعندها، لن تتمكن من التراجع عن الكلمات التي قيلت.