من منا لا يعشق طلب شيء عبر الإنترنت؟ بنقرة واحدة، يصبح الطريق من العالم الواسع إلى غرفة معيشتنا أقصر من أي وقت مضى. قميص من ميلانو، عطر من باريس، جهاز من سنغافورة – كل شيء في متناول اليد ومتوفر. لكن ما يجهله الكثيرون هو أن وراء الإغراءات الرقمية تكمن آلية إنفاذ، وإذا انتهكتها، فقد تنتهي بغرامة، وتحقيق، وحتى بقضية جنائية.
فما هو بالضبط هذا الإعفاء الغامض من “الاستيراد الشخصي”، ومتى ينطبق ــ ومتى تتحول، دون أن تلاحظ، من عميل متحمس إلى مخالف ضريبي بسيط؟
الإعفاء الذي سمع عنه الجميع – ولكن لا يعرفون عنه شيئًا حقًا
وفقًا للقانون الإسرائيلي، يُمكن استيراد سلع تصل قيمتها إلى مبلغ مُحدد (75 دولارًا أمريكيًا حاليًا) عبر البريد مع إعفاء ضريبي كامل. أما السلع التي تتراوح قيمتها بين 75 و500 دولار أمريكي، فتُعفى من الرسوم الجمركية، ولكن لا تُعفى من ضريبة القيمة المضافة. أما السلع التي تزيد قيمتها عن هذا المبلغ، فكل شيء قابل للحساب. هل الأمر بسيط؟ قطعًا لا.
لماذا؟ لأنه بالإضافة إلى المبالغ، هناك شروط إضافية:
- يجب أن يكون الاستيراد شخصيًا، للاستخدام الخاص فقط.
- لا يجوز استيراد كميات تجارية.
- لا يمكن التحايل على الإعفاء عن طريق تقسيم الطلبات.
- يجب أن تكون جميع البيانات دقيقة وشفافة.
تبدأ المشكلة عندما يعتقد الناس أنه إذا تم إرسال شيء ما عبر البريد، فلن يقوم أحد بالتحقق منه حقًا.
كيف تخالف القانون عن طريق الخطأ؟
- طلب عدة سلع متطابقة خلال فترة زمنية قصيرة يثير الشكوك حول الاستيراد التجاري
- تحديد سعر أقل من الواقع – “للتهرب من الرادار”
- استخدام عناوين مختلفة أو أسماء أفراد العائلة – التقسيم الاصطناعي
ومتى تكتشف السلطات الأمر؟ هنا يبدأ الاحتفال.
ماذا يحدث عندما تعبر الحدود؟
لا تستهين مصلحة الضرائب بهذه الجريمة. صحيح أنها ليست قضية عصابات مخدرات، لكنها، من وجهة نظر الدولة، تُشكل ضربة مباشرة للإيرادات العامة.
وفيما يلي بعض النتائج المحتملة:
- تأخير وإطلاق مشروط للحزمة
- عقوبة مالية فورية – تساوي مبلغ الضريبة المتجنبة + غرامة إضافية
- فتح ملف تحقيق في قضية التهرب الضريبي
- في الحالات الخطيرة – مصادرة البضائع وضياعها بالكامل
هل الأمر خطير حقا؟
ظاهريًا، ليس الأمر ملايين. لكن من وجهة نظر السلطات، النية لا تقل أهمية عن المبلغ. بمجرد أن يتضح وجود تلاعب متعمد، قد يُصبح حتى مبلغ 300 شيكل مشكلة قانونية حقيقية. والأسوأ من ذلك كله؟ قد يُصعّب التسجيل في قواعد بيانات مصلحة الضرائب عليك مستقبلًا في مجالات أخرى أيضًا – مثل بدء مشروع تجاري، أو الحصول على قروض، أو استيفاء المتطلبات التنظيمية.
الأسئلة التي تثير اهتمام كل مشتري عبر الإنترنت
- هل يعتبر تقسيم الباقات من نفس المزود احتيالا؟
نعم، إذا كان القصد هو تجنب الضرائب – حتى لو كانت كل حزمة على حدة تلبي الشروط. - إذا ارتكبت خطأ بحسن نية – هل سأظل أتلقى غرامة؟
من الممكن. لكن بإمكان محامٍ ماهر إثبات عدم وجود نية جنائية. - هل موقع الويب الذي يبيعني منتجًا بسعر أقل من سعره الفعلي يعرضني للخطر؟
بالتأكيد. مسؤولية الإبلاغ الصحيح تقع على عاتقك، وليس على البائع. - هل يمكنني أن أطلب الإعفاء من الغرامة؟
في بعض الأحيان – ولكن هناك حاجة إلى أسباب مقنعة ووثائق داعمة. - ماذا يحدث إذا لم يتم إصدار الحزمة الخاصة بي؟
يمكنك التواصل مع لجنة الاستئناف أو تقديم التماس إلى المحكمة – بشرط أن تكون القصة مبررة.
كيفية تجنب المشاكل والاستمتاع بالحجز الذكي
- تأكد من مبلغ الشراء بما في ذلك الشحن بعناية.
- لا تقم بتقسيم الطرود للتهرب الضريبي.
- احتفظ بإيصالات الشراء والفواتير الأصلية الخاصة بك.
- لا تستسلم لإغراء تقديم بيانات كاذبة – حتى لو عرض البائع
- وفي حالة الشك، استشر محاميًا متخصصًا في الضرائب والواردات الشخصية.
في النهاية، ليس السؤال هو ما إذا كان الشراء من الخارج مجديًا، بل كيفية القيام بذلك على النحو الصحيح. فبينما قد يبدو شراء قميص بسعر 100 شيكل من موقع أجنبي صفقة رابحة، فإن تحقيقًا من مصلحة الضرائب بسبب خطأ بسيط سيحوله إلى مزحة فاشلة.
وبيننا – إذا كان هناك شيء لا يجب المراهنة عليه، فهو صبر الدولة عندما يتعلق الأمر بالضرائب.